مقالات وبحوث

5 طرق تحقق بها الشركات سعادة الموظفين

تحقق لنا أماكن العمل التي ننتمي إليها، بُعدًا معنويًا في حياتنا، يتجاوز مجرد الحصول على «الراتب»؛ فهي تمس جوهرًا مهمًا في حياة الإنسان؛ حيث يقضي الفرد ما يعادل نصف يومه أو أكثر في تلك البيئة؛ مما يجعلها أحد الأسباب الرئيسية للسعادة أو التعاسة.

لذا لزم على المنظمات تهيئة مناخ يمنح موظفيها الرضا والراحة؛ ليزداد ولاء وانتماء الموظفين؛ مما ينعكس إيجابًا على إنتاجيتهم وإنجازهم على البعد الشخصي وعلى البعد المهني، المستشار الإداري وخبير التنمية البشرية، الدكتور/ ماجد العمودي، يخبرنا عن أهم الرؤى التي حثّ عليها الخبراء في تحقيق البعد الإنساني والإداري للمنظمة تجاه الموظفين؛ فيقول: «هناك عشرات الكتب والأبحاث التي تتمحور حول تحقيق الرضا الوظيفي للموظفين واستمتاعهم، تتلخص نتائجها في خمس نقاط كالآتي:

1- المهام الموكلة للموظف، لا بد أن تكون متلائمة مع قدراته ومؤهلاته؛ فكل فرد يتلقى «رسائل» ذات صلة بالعمل عبر البريد الإلكتروني أو الاتصال الهاتفي أو من خلال الاجتماعات والطلبات المباشرة، والإنسان بطبيعته يحب أن تكون هذه المهام تحت سيطرته، ويكون قادرًا على التعامل معها ذهنيًا وعمليا؛ فإذا كانت هذه المهام تمثل عبئًا ضخمًا عليه؛ فإن ذلك يُقلل من سعادته، وفي المقابل إذا كان يتلقى مهام أقل من قدرته الاتصالية والنفسية؛ فإنه يشعر بالوحدة والانعزال؛ مما يجعله أحيانًا يصطنع المشاكل والظروف السيئة بينه وبين أحد زملائه أو رؤسائه.

2- هناك معايير كثيرة لقياس مدى السعادة في العمل، وبحسب الأبحاث الأخيرة؛ فعلى المنظمات وضع بعض الأسئلة التي ينبغي توجيهها للموظفين، ومن ثمّ الاستماع لآرائهم بكل دقة وصراحة، وتدور تلك الأسئلة حول النقاط الآتية: «طبيعة العمل، مناخ العمل، الزملاء، المديرين، المقابل الذي يحصل عليه (بما في ذلك الراتب والبدلات والحوافز المعنوية)، فرص التطوير والنمو والترقية»، كما ينبغي على المنظمة احتساب نسبة الموظفين الذين تركوا العمل خلال سنة، ومقارنتها بالنسب المطروحة في الشركات الأخرى في ذات القطاع أو في نفس الدولة.

3- العلاقة بالمدير المباشر، هي واحدة من أهم العوامل التي تؤثر في السعادة في العمل، وذلك لأن حساسية الموظف نحو أي تواصل يأتيه من مديره، عالية جدًا؛ مقارنة بالحساسية في علاقاته الشخصية الأخرى، والعبء يزداد على الرؤساء الذين يديرون مديرين آخرين؛ فهو بدوره يريد أن يطور قدرة هؤلاء المديرين على التواصل مع موظفيهم، والذي يترك في النهاية أثرًا مباشرًا على إنتاجية وتفوق كافة كوادر المنظمة.

4- الاهتمام بالحياة الشخصية للموظفين ومشكلاتهم الشخصية؛ لذا أنشأت بعض الشركات برامج ترفيهية وأسرية لدعم حياة الموظفين.

5- الروتين هو العدو اللدود للموظفين؛ فمهما كان الموظف شغوفًا بمجال مهنته؛ فإن ذلك الشبح يهدده؛ لذا تقوم بعض الشركات بتنفيذ طرق تقلل من أثر الروتين السلبي عليهم، مثل: تغيير المهام بين الموظفين، تجربة العمل في إدارة أخرى.

اترك تعليقاً

إغلاق