سلايد 1مقالات وبحوث

كيفية التعامل مع أسئلة الأطفال التي ليس لها إجابة

“لماذا لا يأكل الله؟، من خلق الله؟، لماذا ليس لله أبناء؟” عندما يبدأ الطفل بطرح أسئلة مثل هذه نجد والديه أو حتى معلميه يحتاروا في الإجابة، فمعظمهم يصفها بأنها أسئلة ليس لها إجابة، وربما لو تكررت مثل هذه الأسئلة مرات على مسامع الأسرة نجد ردود أفعال خاطئة تماما، فالبعض يتجاهلها والبعض يصف الطفل بالمزعج أو كثير الكلام والآخر يقول للطفل بكل بساطة لا أعرف، فكيف يمكن للوالدين أو المربين أن يتعاملوا مع أسئلة الأطفال عن الله أو الأسئلة المشابهة؟

خطوات التعامل مع أسئلة الأطفال التي ليس لها إجابة:

لماذا

أولا: التقبل والمدح:

على كل أب وكل أم أن يستعدوا لمثل هذه الأسئلة ويتقبلوها، فطرحها شئ منطقي من طفل بعمر 3 أو 5 سنوات، وعليهم أن يعاملوها كما يعاملوا غيرها من الأسئلة الإستفسارية التي يطرحها الأطفال بإستمرار في مثل هذا السن، بل عليهم أن يسعدوا من كثرة طرح الأسئلة ولا يملوا أبدا من الإجابة على أي سؤال، حتى لو تكررت الأسئلة بعينها أو تنوعت وتحمل نفس الإجابة أو حتى لو كانت أسئلة مختلفة عن بعض وفي موضوعات شتى.

فوجود مثل هذه الأسئلة يدل دلالة كبيرة على ذكاء الأطفال ونموهم العقلي السليم، وعلى الوالدين أن ينظروا لها من منظور أنها جانب من جوانب نمو الطفل عليهم التعامل معه وتشجيعه لينمو بشكل سليم، لكن للأسف معظم الأسر تمل من تكرار الأسئلة وتميل لكبت هذه الملكة لدى أطفالها،

فالتعامل الأمثل مع مثل هذه الأسئلة هو إظهار التقبل ومدح الطفل على إنه فكر في مثل هذه الأسئلة ثم الإجابة عليها، وإن كنا في بعض الأحيان لا نجد إجابة محددة لمثل هذه الأسئلة، فالأفضل أن نخبر الطفل أننا سنبحث عن الإجابة ونقولها له فيما بعد، ولا ضرر أبدا من ذلك بل إن هذا الرد أفضل من أن نعنف الطفل أو نظهر الملل والضجر عندما يوجه لنا أسئلة.

ثانيا: الرد المقنع:

رجل

لا تكتفوا بقول أي إجابة للطفل فقط للحصول على الهدوء والتخلص من الموقف وكثرة الأسئلة، بل عليكم أن تجيبوا إجابات صحيحة ومقنعة بالنسبة لعقل الطفل الصغير، فهذا من شأنه أن يديم بينكم وبين طفلكم حبل الود، ويرسخ لديه إعتقاد أنكم مصدر من مصادر المعرفة والتي يستطيع أن يلجأ إليها طوال الوقت، فلو أجبتم الطفل إجابة خاطئة لن تجنوا شئ بل بالعكس ستضروه وأيضا ستخسروا العلاقة التي بينكم وبينه، وبعد عام أو اثنين أو حتى خمسة سيلجأ لأصدقاؤه ليسئلهم ولن يخبركم بشئ، وهذا بالطبع أخر ما تريدوه أن يحدث مع طفلكم في مرحلة المراهقة وما قبلها، أليس كذلك؟

أما عن الرد الصحيح على سؤال الطفل عن الإله؟ لماذا لا يأكل ولماذا لا ينام وغيرها من الأسئلة علينا أن نقسمه لمراحل، أولا: لابد أن يعرف الطفل إن الإله مختلف تماما عنا كبشر، فهو من خلقنا من الأساس وهو قادر على فعل أي شئ، وعلى من يجيب على الطفل أن يوضح له بعض الأمثلة على قدرة الله بما يناسب سن الطفل.

أما المرحلة التالية سنوضح للطفل أننا لا نعرف إلا ما أخبرنا به الله عنه، فمثلا الله قال في القرآن أن له يد، فنحن نعرف أن له يد لكننا لا نعرف شكلها أو مما تصنع، فالله هو الذي خلقنا وهو الذي يعرف ما هي المعلومات التي ستفيدنا إن عرفناها وما هي الأشياء التي لا يجب أن نعرفها، فهو الإله ونحن المخلوقين.

والمرحلة الثالثة هي أن نوضح له أن الله خلقنا لنعبده ونعمر الأرض وعلينا أن نتأدب معه ولا نسأل عن الأشياء التي لم يخبرنا هو بها، بل علينا أن ننشغل أكثر بكيفية إرضاء الله وكيفية تعمير الأرض، حتى ندخل الجنة وفي الجنة سنرى الله وهذا أفضل جزاء لنا جميعا، بل إن الله سيعاقب المفسدين – الأشرار – بأنهم لن يروا وجهه الكريم يوم القيامة.

حبة الفول:

زرع

ويمكن أن ندعم إجابتنا على أطفالنا بشأن الذات الإلهية بتجربة عملية تدلهم على وجود الله، بأن نحضر علبة ونضع فيها قطعة قطن وحبة فول أو حتى القليل من الحلبة، ومن ثم نسقيها ونضعها في الشمس ونتركها ونرى ماذا سيحدث لها، بعد عدة أيام ستنمو وتكبر وحينها نقول للطفل إن الله هو الذي كبرها ونماها، وأننا فعلنا ما علينا لكن الوحيد القادر على أن ينميها هو الله الخالق القادر.

اترك تعليقاً

إغلاق