المراهقينسلايد 1مقالات وبحوث

التمرد..ظاهرة منتشرة بين المراهقين والحلول كثيرة

طبيعة المراهق تميل إلى التمرد ورفض وصايا الأهل ونصائحهم؛ نظراً لأنه يعيش في عالمه الخاص، ويحاول بشتى الوسائل الانفصال والاستقلال عن العلاقة التبعية التي تربطه بوالديه؛ مما يجعله في حالة مواجهة مع ذاته والبيئة الاجتماعية المحيطة به، وهذا الانسلاخ يأخذ شكل عبارات جريئة قد تصل إلى حد الوقاحة في أحيان كثيرة. عن الأسباب وسبل العلاج يحدثنا الدكتور محمود الجوهري استشاري الطب النفسي، وصاحب الكتب الأكثر مبيعاً عن الشباب ومشاكله

أسباب تمرد واندفاع المراهق

تغيرات جسدية ونفسية وفكرية  كثيرة..تحدث للمراهق

هناك أسباب كثيرة تعتمل داخل المراهق وتظهر في الصورة التي يبدو عليها ويستنكرها الأهل، منها

التغيرات الجسدية والنفسية والفكرية التي تحدث للمراهق يصاحبها الكثير من الاضطرابات، التي يعبر عنها بسلوك إما عدواني أو فوضوي وإما تهكمي مبالغ فيه

المراهق في هذه الفترة يعتبر مساعدة الأهل تدخلاً، النصيحة تسلط، وتوجيه النقد إليه إهانة، فيعترض على أهله في كل ما يقولونه

وإذا لم يوافقوه الرأي ولم ينفذوا رغبته يصفهم بأنهم جيل قديم، غير منطقيين، لا يحسنون الحكم على الأشياء إلى حد الغباء.

وتكون الوقاحة في كثير من الأحيان تعبيراً عما ينتابه من شعور بالألم والحزن واليأس والصراعات الداخلية، وعن توقه -أيضاً- للتمرد وإثبات الوجود. ولكن بشكل سلبي

ظاهرة التجاوز اللفظي 

التجاوز اللفظي ظاهرة منتشرة بين المراهقين

التجاوز اللفظي -الوقاحة- ظاهرة منتشرة بين العديد من المراهقين، ولكنها متفاوتة؛ وذلك نظراً لانشغال بال المراهق بهويته الشخصية الناشئة، خاصة بعد أن يكتشف تميزه وتفرده بعدما كان بالأمس القريب في حالة انصهارية مع والديه

محاولة الانسلاخ عن مبادئ العائلة وقوانينها إحدى وسائل المراهق لتأكيد تميزه عن باقي أفراد العائلة، وإثبات هويته المستقلة، وهو أمر طبيعي يتوافق وتطور المراهق النفسي

سلوك التمرد والمكابرة والعناد والعدوانية والاستفزاز والوقاحة -أحياناً- تعد رد فعل من جانب المراهق على سلطة الأهل التي تستخف بقدراته

والتي يعتبرها مساوية لقدرات الراشد، وتعبيراً عن استقلاليته ورغبته في وضع مسافة بينه وبين أهله

وقاحة المراهق تعبير عن المشاعر المعقدة التي تجتاحه، وتعد طريقة لتطوير إحساسه بهويته الخاصة، ورغبته في التحرر من التربية التي تلقاها من أهله

وذلك يتم بأن يتكلم بالطريقة التي يريدها، أن يفعل ما يحلو له، والهدف اختبار قدرة أهله على مقاومة أهوائه واحترامهم للقوانين العائلية التي وضعوها

عدم مسؤولية المراهق وحده

للأهل دور في ازدياد درجة وقاحة الابن

 يجمع علماء التربية على أن مرحلة المراهقة ليست المسؤولة وحدها عن وقاحة المراهق وتجاوز سلوكياته

بل إن للأهل- ذاتهم- دوراً في ازدياد درجة الوقاحة عند الابن، وأحياناً تكون السبب الرئيس، وللعلاج طرق ووسائل

الحلول كثيرة

ابتعدوا عن المعاملة المشوشة مع المراهق

 ابتعدوا عن المعاملة المشوشة مع المراهق تبعاً للمزاج؛ فلا تعاملوه كالطفل الصغير العاجز عن تحمل المسؤولية، ومرات تتعاملون معه كما لو كان شخصاً راشداً

لا تقللوا من ثقتكم بحكم ابنكم المراهق على الأشياء وتقديره للأمور، ولا تصروا على أن يكون الابن صورة طبق الأصل منكما

أكثروا من الكلام معه؛ فقلة الحوار بين الأهل والمراهق، وطريقة تعامل الوالدين مع بعضهما التي قد تتسم بالنقد اللاذع والوقح يكون لها تأثير سلبي على المراهق

تأكدوا أن كثرة القيود الاجتماعية تحد من حركة المراهق وتطلعاته، إضافة إلى أن السلطة المتشددة للوالدين تشعر المراهق بالاضطهاد والاختناق؛ فينفجر وقاحة عند توجيه أي ملاحظة. ولو كانت عادية

احذروا التفكك الأسرى والحرمان العاطفي وغياب التوجيه الأبوي السليم، مع عدم وجود القدوة الصحيحة.. فهي أمور تنعكس على المراهق شعوراً بعدم الأمان

 مع النظر إلى الوالدين بعدم احترام، وبالتالي ليس من حقهم -كما يعتقد- توجيه أي ملاحظة إليه

مهمة الآباء

لابد من المتابعة اليقظة تجاه رفاق الابن

نعم..لابد من المتابعة اليقظة المتزنة من جانب الأهل تجاه أصدقاء ورفاق الابن المراهق؛ حتى لا يؤدي الأمر إلى تعلم السلوك الشاذ، فضلاً عن ملاحظة تأثير مشاهدة الأفلام التي تشجع على التمرد والعنف

على الآباء التنبه إلى أسلوب التخاطب في العائلة؛ فالمراهق يميل إلى نسخ طرق تعبير الراشدين معتقداً أنه -بذلك- يظهر لأهله أنه أصبح ناضجاً

احرصوا على الابتعاد عن عبارات اللوم واستعمال الألفاظ الخارجة معه، وعليكم بين الحين والحين الاعتراف بصواب رأي ابنكم المراهق

ومساعدته في التفكير السليم، مع تعزيز المبادرات الإيجابية إذا بادر وقام بسلوك إيجابي يدل على احترامه للآخرين

لابد من مشاركة الأهل للابن عند القيام بنشاطاته المفضلة، مع التشجيع على وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة

عدم التركيز على سلبيات المراهق

لا.. للتركيز على سلبيات المراهق

وإغفال الإيجابيات التي يقوم بها المراهق، وتجنب معاملته كما الطفل، وأن تعتمدوا طريقة تعامل قائمة على الحوار الحقيقي بعيداً عن التنافر

ولكن دون تلبية لكل رغبات الابن بل بتفهم وجهة نظره؛ حتى يشعر الابن بوجوده وحقه في التعبير عن رأيه، ويعلم أن هناك أذانا صاغية وقلوباً متفتحة… لا مجرد مجاملة ومداهنة ومسايرة لفض النزاع

اترك تعليقاً

إغلاق