قصص وحكاياتمقالات وبحوث

الفن في مصر : مشروع بصى.. 11 قصة عن الحياة فى سجن النساء

«المكان ده اللى داخله مفقود والخارج منه مولود» كان ذلك شعار المنصة الصوتية التى أقيمت خلال اليومين الماضيين بشارع هدى شعرواى ضمن مشروع بصى لسرد قصص 11 سيدة عن الحياة داخل السجن؛ والوصم الاجتماعى وتأثيره عليهن فى المجتمع.

مشروع بصى مساحة أكبر من الخيال حيث يتيح العرض ارتداء وضع سماعات والتجول فى مساحة مصممة بشكل معين يلائم القصص كاختيار اللون الأسود وكتابة أجزاء من القصص على الجدران ووضع مقتنيات شخصية لأصحاب القصص كالسجائر وهى العملة الأهم فى السجون والإيشاربات التى تصنع كبدل رقص احتفالا بالإفراج عن إحداهن، فالقناطر ليست سوى جحيم على الأرض.

ضم العرض نحو 39 قصة صنفت فى مجموعات فرعية كل مجموعة بها من 6 إلى 7 قصص مع الأخذ فى الاعتبار الترابط بين تلك القصص وتمثيلها لتجارب متنوعة ومختلفة داخل السجن والوصم الاجتماعى بعده.

جاء هذا العرض فى ظل التعاون مع جمعية رعاية أطفال السجينات والتى أتاحت للمشروع الوصول إلى أكبر عدد من السجينات وتشجيعهم على مشاركة قصصهم مع أناس آخرين، وكان لافتا حضور فريق يقدم الدعم النفسى للجمهور فى حالة تأثرهم الشديد بالقصص.

جاء ذلك فى إطار مجموعة من العروض المسرحية التى ينظمها مشروع بصى ذلك المشروع الذى بدأ منذ عام 2006 كنشاط طلابى فى الجامعة الأمريكية استجابة لعرض فى الجامعة يحكى عن مشاكل النوع ولكن من مجتمع آخر.
«مفيش قصص مؤثرة» كان ذلك جواب دينا عبدالنبى، المديرة التنفيذية للمشروع حين تم سؤالها عن آلية اختيار القصص.

أوضحت عبدالنبى أن ورش الحكى تتم على ثلاث مراحل أهمها وأولها بناء الثقة مع أصحاب القصص وقد تصل مدتها إلى ثلاث أو أربع شهور ثم مرحلة الحكى وصولا لمرحلة الاحتواء وفى هذه المرحلة يتأكد فريق بصى من عدم وجود أثر نفسى على أصحاب القصص نتيجة لمشاركة قصصهم، حيث يتعامل المشروع معهم كمتطوعين وسلامتهم النفسية لا تقل أهمية عن مشاركتهم القصص والتجارب القاسية.

وأضافت عبدالنبى أن تلك الورش تتم بالشراكة مع جمعيات أهلية مجتمعية مثل «مركز قضايا المرأة المصرية» ليصلوا إلى نساء تعرضوا للعنف الأسرى بعد الانفصال وجمعية «بناتى» ليصلوا إلى فتيات بلا مأوى وغيرهم.
ويسمح لهم المشروع ببيع منتجاتهم فى العروض دون أخذ أى نسبة تجارية فالمشروع غير هادف للربح.

«لو هنتكلم عن قضايا تؤرق السيدات فكيف لا يكون الرجل طرف بها» كذلك شاركت عبدالنبى رأيها عن توسيع المشروع ليشمل ورش حكى للرجال يعبرون بها عن مواضيع تشغل بالهم ويشعرون أنهم بحاجة إلى مشاركتها مع طرف آخر.

«واحد من 15 مشروعًا للمرأة يقوم بتغيير العالم» تلك إحدى المقولات الملهمة لموقع Buzzfeed وقد كانت إحدى أسس بصى أيضا لنصل إلى ذلك المشروع الفنى الذى يعكس الواقع بشكل مختلف ويهدف إلى التضامن بين الجمهور وأصحاب القصص حتى يصل فى النهاية إلى رفع الوعى بقضايا النوع فى المجتمع المصرى.

اترك تعليقاً

إغلاق